الرئيسية
كنت على متن الطائرة عائدة الى مسقط رأسى
فلقد انتظرت العودة بفارغ صبرى
فلم أ ُعجب ببلاد الغربه طيلة حياتى
وعندما سمعت صوت مضيفة الطائرة
وهى تتحدث .. أحسست بأن كلامها كان موجه الي
تقول اننا متجهون نحو مصر بلدى
شعرت بأن روحى سوف ترجع فور وصولى
ولكن صارت الطائرة قليلاً وجاءت مفاجأة لم تخطر على بالى
فقال قائد الطائرة اننا سوف نظل فى المطار
واننا لن نقلع الان وسوف ننتظر بضع دقائق نظراً لانقلاب الجو
وقع هذا الكلام وقوع الصاعقة على قلبى
فبكيت وقولت فى نفسى أريد أن أذهب الان إلى بلدى
وأخبئت دموعى فى منديلى عن عيون الناس
و أحسست بحروق شديدة فى قلبى فإنى لا اريد البقاء هنا ولو للحظه
أ ُريد أن أكون فى بلدى فإنى أ ُحبها وأ ُحب أهلها
وأحب كل من عرفته فيها بل أعشقها وأعشق ترابها
فكنت مثل الرضيع الذى فقد أمه
انتظرت كثيراً وفجأة احسست بتحرك الطائرة مرة اخرى
وهذا أعطانى أمل فى مغادرة هذا المكان
ولكنها كانت تسير ببطء شديد ثم توقفت لثوانى
ثم عاودت السير مرة اخرى وكانت هذه اخر مرة
فلقد غادرت الطائرة هذه الارض متجهة إلى أحب مكان إلى قلبى
كانت مدة الرحلة أربع ساعات ولكن مروا كأنهم أربع أيام ويزيدوا
فلقد كنت أتشوق إليها وفى قلبى إشتياق لمن فيها
مرت الساعات ببطء شديد وأحسست أن الوقت يزيد
وكنت انظر الى ساعتى وكلى انتظار وشوق
وفى هذه الفتره شعرت بمدى حبى لها فكم أ ُحبها وكم أ ُعشقها
فلا يعلم أحد مدى عشقى لها فهى فى قلبى منذ نعومة أظافرى
وبعد مرور الوقت سمعت المضيفة مرة أخرى تقول نحن الان فوق مطار القاهرة
وسوف نهبط ويُرجى ربط حزام المقعد مراعاة لسلامتكم
اااااااااااه .. كم من الوقت مر وأنا على انتظار ولهفه لسماع تلك الكلمات
وكم كانت سعادتى بمجرد سماع تلك الكلمات
و كم من الحب يكمن فى داخلى إليكى يا بلادى
وهنا نظرت إلى نافذة الطائرة وأنا أرى الأنوار كلها مضيئة فى شوارعها
فهل كل هذه الشوارع مضيئة من أجل وصولى إلى حضن الوطن
وما كل هذا الترحيب .. أحقا كل هذا من اجلى
أم هى كالعادة مُرحبة بكل أبنائها وزوارها فى أى وقت .. مساءٍ كان أم نهاراً
فشعرت بالسعادة وكنت فى قمتها
ففى خلال بضع ثوانى سوف أكون فى داخلها
أراها وترانى .. أحسها وتحسنى
أشعر بحنانها وتشعر بحبى لها
وفجأه أحسست باهتزاز الطائرة الذى استمر منذ اقلاعها
ولكنه فى هذه المرة كان يزداد ولكن لم اكن خائفة
فكان هدفى أعلى وأسمى من أنه يعجز ويقف امام اهتزازات ليس لها قيمه
وحينها شعرت بإصطدام الطائرة بالارض وليس اى ارض .. فهى ارضى
وسمعت صوت تصفيق حاد من جميع من حولى
فتأكدت إنى لست الوحيدة فى حبها متيمة وأن غيرى الكثير يشتاق للقائـِها
فإبتسمت وضحكت ضحكة خفيفة لم يلاحظها الأخرين
وقولت فى نفسى إصطدمى أكثر أيتها الطائرة
واعلنى وصولى إلى هذه الارض امام الجميع
فإن اليوم غير كل الأيام التى مضت .. اليوم يوم عودتى إليها
فلن أخاف من طائرة تحلق فى السماء
لان بالى مشغول بأحلى مكان يمكن أن يراه أى بشر
فكنت مشغولة بـوطـنـى الـحــبــيــب
خاطرة منى فى حبى لمصر
